عارفين! السنة دي أكتر سنة حسيت فيها إني بتحدى نفسي بشكل غير مسبوق. أهداف كتير بحاول أوصل لها، بس قبل ما أحكي لكم عن الأهداف دي، لازم أبدأ الأول وأقول لكم أنا مين. أنا أحمد فاروق خليفة، اتولدت في عيلة بسيطة جدًا، أهلي كانوا على قد حالهم. اللحمة كانت رفاهية في بيتنا، بنشوفها مرة في الشهر، وكنا نحمد ربنا على أي نعمة صغيرة. كان حلمي البسيط في العيد إني أجيب لبس جديد زي أصحابي، لكن الظروف دايمًا كانت أصعب من ده. وأنا عندي 13 سنة قررت أبدأ أشتغل. كانت أول شغلانة ليا في محل تصليح كمبيوترات، وأول مرتب خدته كان 200 جنيه، حوالي 30 دولار وقتها. ولما بقيت 16 سنة، اشتغلت عامل في محل حلويات مشهور في إسكندرية. شغل بسيط، لكن كل خطوة كانت بتقربني من أحلامي. وأنا طفل كان عندي أحلام زي أي حد. كنت بحلم أبقى مدير، أو حتى أطلع في التلفزيون. تخيلوا إن مجرد السفر من إسكندرية للقاهرة كان بيحسسني إني حققت حاجة كبيرة! بس الحلم بدأ يتحقق فعلاً لما بقيت مدير في شركة عالمية وأنا لسه عندي 20 سنة، وكنت بدير فريق فيه أكتر من 70 موظف! الراتب كان يعادل 5000 دولار، وحصلت على تكريم كأفضل موظف مرتين وأفضل مدير في الشرق الأوسط. كل ده وأنا لسه صغير، بس الانضباط اللي اتعلمته في الشركة اليابانية الصينية دي كان السبب الرئيسي في النجاح. لكن الدنيا مش دايمًا وردية. والدي تعب جدًا وجاله سرطان، وكنت مش قادر آخذ إجازات من الشغل في القاهرة. ولما تعب أكتر، قررت آخد إجازة وأبقى جنبه مهما كانت العواقب. مديرى قال لي وقتها: يا أنا يا أنت. اخترت والدي، واستقلت. بعدها بيومين توفى… غسلته بإيدي ودفنته، ولغاية النهارده مش عارف جبت القوة دي منين. خسرت شغلي، لكن كسبت وقت مع والدي ما كنتش هاعرف أعيشه لو فضلت في شغلي. بعد فترة قررت أسيب مصر تمامًا واطلع على إسطنبول أشتغل في مشروع تطوعي، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة. بعد 3 سنين فتحت شركتي الخاصة في تركيا. بس الظروف الاقتصادية كانت صعبة جدًا بعد الزلزال والتضخم. خسرت كل حاجة وبقيت لازم أبدأ من الصفر تاني. قررت أروح الإمارات، وهناك بدأت أعيد بناء حياتي من الأول. بعد سنة واحدة جاتلي الإقامة الذهبية، وبدأت أشتغل مع أكبر الشركات في الإمارات. وده فضل من ربنا قبل أي حاجة. بدأت أطلع في قنوات التلفزيون، مش كضيف عادي، لكن بيستضيفوني وبدفعولي مقابل حضوري عملت أول كورس ليا في 2024 وحقق نجاح مذهل، دخلت من وراه 40 ألف دولار في اقل من شهر! ده شجعني أعمل كورس للمدربين اللي كانوا بيسألوني: “إزاي عملت الكورس ده كده؟” دلوقتي بكتب أول كتاب ليا، وهيتنشر الشهر الجاي. وده كان حلم دايمًا فاكر إنه مستحيل يتحقق، لكنه حصل فعلاً. اترشحت كواحد من أكتر 30 شخصية مؤثرة في الوطن العربي سنة 2024. وكل ده حصل لأني كنت مصر إني أحقق أحلامي قبل ما أكمل 30 سنة. أنا دلوقتي فاضلي 7 شهور بس وأكملهم! لكن مهما وصلت، عمري ما نسيت البداية أو التحديات اللي عدت بيها، لأنها اللي صنعت مني اللي أنا فيه النهارده الحمدلله…